الشاب علوي بن علي باعمر ،من الشباب الجدد الذين انظموا الى العمل التطوعي حديثا ، وهو يجلس لساعات طواليستقبل تبرعات واموال الزكاة لجمعية بهجة للأيتام في احدى المراكز التجارية ،وهو في السن العشرين عاما ،ولما سألته عن الدافع وراء فعله ؟ اجاب دون تردد انه جزء من عبادتي مع الله جل في علاه .
وهنا نلاحظ المتغير الحديث في ذهنية شريعة متصاعدة من الجيل الجديد ،فالعبادة من منظورهم لم تعد تقليدية خاصة تلك المقتصرة على العبادات داخل المساجد فقط ، وانما كذلك العمل الخيري والتطوعي ، وقد لمسناه مكانته المركزية في ذهنية هذا الشاب ، ومن المؤكد ان وراء هذا المتغير او لنقل الذهنية اسرهم ، فَلَو لم تقف داعمة لهم ،فما كنّا سنشهد هذا المتغير الحديث .
وهذا النهج علينا تشجيعه بكل الوسائل ،لانه يصنع الالتزام في شخصية شبابنا مبكرا ، ويحرر مثل هذه الاعمال من مفاهيم الشفقة والمنة تجاه فئات المحتاجين ،وينقلها الى مرتبة الواجب الفردي والجماعي ، ولان مثل هذا العمل يصوب السلوك ويقومه ، ويرسخه كمنهج حياة لشبابنا ،ولأنه سيكون اي منهج الحياة احدى الخيارات الناجعة لمواجهة الخيارات الاخرى المضلة التي تواجه شبابنا نتيجة الفراغ او استهدافات شياطين الانس.
اللهم احفظ شبابنا ، وأصرف عنهم الشر والأشرار ..وسخر اسرهم للتفكير فيما يخدم استقرارهم وأمنهم النفسي والحياتي ..اللهم امين ..فشكرا لكل أسرة تضع ابنائها في طرق الخير والصلاح والفلاح ،والشكر موصول لجمعية بهجة للأيتام على جهودها المنظورة وغير المنظورة التي تسجل للتاريخ بماء الذهب ،وفِي ميزان حسناتهم ان شاء الله ، وندعو الأسر الى تشجيع ابنائها على مثل هذه الاعمال المتعدية الصلاحية ،فهى تصلح الشباب ويعم صلاحه الفئات المحتاجة ،وبها يستقر المجتمع ،وتديم منظومة امننا واستقرار نا بمثل هذا التعاضد والتكافل ان شاء الله ، فهل ستنفتح بقية الأسر على مثل هذه الاعمال التطوعية الخالصة لله جل في علاه ؟